أبريل 01, 2019

ساعات تنافس الزمن

بواسطة أحمد صديقي وأولاده

تحتفي شركة أحمد صديقي وأولاده بالساعات "الأفانت غارد"، ذات تقنية وتصميم ينافس الزمن

تأتي كلمة "أفانت غارد" من اللغة الفرنسية وسوف تصادفونها كثيراً في الحديث عن عالم الساعات. تم التعارف على هذه الكلمة لأول مرة في النصف الأول من القرن الماضي للحديث عن مدى تأثير الفن على المجتمعات. في عالم الساعات، تعبر هذه الكلمة عن الابتكارات الحديثة والتصاميم المبدعة التي تبدو قادمة من زمن آخر. مثلت ال٢٠ سنة الماضية ازدهار غير مسبوق بالنسبة للساعات السويسرية ولكن كان أغلب ما يقدم تصاميم مستوحى من أشكال عرضت سابقاً. حتى نشأ جيل جديد من الشركات والمصممين المستقلين الذين قدموا للعالم أكثر الساعات إبداعاً وابتكاراً. ونستعرض فيما يلي ٦ قطع فنية ترسم خريطة مسار صناعة الساعات في المستقبل والتي بالتأكيد سوف تجذب اهتمامكم.

ريتشارد ميل RM-70 ألان بروست

صمم ريتشارد ميل أول ساعاته عام ٢٠٠١ واعداً بأنه سوف يقدم سيارة سباق تحتضن معصم مرتديها. وبدمج مواد وتقنيات من عالم السباقات، استطاع أن يفتتح قطاع جديد من الساعات الميكانيكية. تتمتع الشركة بتاريخ من الشراكات مع أبهر الشخصيات في عالم السباقات، منهم الحائز على بطولة العالم في الفورمولا وان أربع مرات، ألان بروست. الساعة التي تحمل اسمه تبدو ساعة سباقات دراجات، أكثر من كونها ساعة سباقات سيارات. يأتي هذا النموذج بعلبة غير متماثلة تحتضن توربييون عالي التقنية يمتاز بعداد مسافات يمكنه تحديد عدد الكيلومترات التي قطعت، حتى ٩٩،٩٩٩ كيلومتراً.

هوبلو MP-05 لا فيراري سافير

تأسست شركة هوبلو في عام ١٩٨٠، ولكن يمكن أن يحدد تاريخ نجاحها عام ٢٠٠٥، بانطلاق ساعة بيج بانج، التي بلا شك تعتبر من أبرز الساعات التي رأت النور في هذا القرن. النجاح التي شهدته الشركة، بعد إطلاق هذه الساعة، كان حافز للاستمرار في طريق التحديات والتخلي عن التقليدية. وأصبح هدف شركة هوبلو الاستثمار في الابتكار والصناعة وجذب الرعاة. يتمثل هذا الثلاثي في هذه القطعة الفنية وهي ثمرة الشراكة بين هوبلو وسيارة شركة فيراري، لا فيراري. صممت الساعة تزامناً مع السيارة على شكل محرك وتحتوي على توربييون معلق عمودي يمتاز باحتياطي طاقة يدوم حتى ٥٠ يوم.

إم بي آند إف هورولوجيكال ماشين NO9 فلو رود إيديشن

تميز القرن ال٢١ بتأسيس العديد من الشركات المستقلة ليس فقط من الجانب المادي، بل أيضاً الفلسفي والفكري، بما فيها شركة إم بي آند إف التي تتربع على عرش الساعات الأفانت غارد. قدم ماكس، مؤسس الشركة، إلى العالم مجموعة رائعة من الساعات النحتية التي تحمل القليل من الصفات التي تميز الساعات الكلاسيكية. فإذا أردنا عرض إحدى الساعات التي تثبت وجهة نظرنا، لكانت ساعة هورولوجيكال ماشين NO9 فلو رود إيديشن الخيار المثالي. تأتي الساعة بعلبة منحنية الأضلاع مصنوعة من التيتانيوم من الدرجة الخامسة تستوحي شكلها من تصاميم سيارات الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. أما الحركية فتحوي عجلتا توازن مستقلتان تمنحان للساعة دقة فائقة تظهر في الميناء المستوحى من لوحة القيادة.

غروبل فورسيه دبل توربييون 30 تكنيك

كان الإنجليزي ستيفين فورسيه والفرنسي روبرت غروبل مقتنعين أن حدود الساعات الميكانيكية تتوسع أبعد بكثير مما تم اكتشافه بالفعل. ولإثبات ذلك قاما بتأسيس شركتهم الخاصة عام ٢٠٠٤. كان أول ما أطلق من قبل شركة غروبل فورسيه ساعة دبل توربييون30 التي تتميز بآلية حركة التوربييون المزدوجة التي تمنح الساعة دقة فائقة، فمن خلال وضع واحد داخل الآخر (التوبييون الخارجي يكمل دوران كامل كل ٤ دقائق، أما الداخلي فيكمله كل دقيقة)، يمكن خفض هامش الخطأ الناتج عن الجاذبية. صفاتها الاستثنائية، تعمل على تعزيز صناعة الساعات التقليدية بطرق لم يكن من الممكن التفكير فيها قبل عقدين. لمنح سعاتها هذه الدقة والتقنيات العالية تنتج الشركة أقل من ١٠٠ قطعة كل عام.

أورويرك UR-11C أيرون

عندما نتحدث عن الابتكار في عالم الساعات، غالباً تتبادر في أذهاننا التقنيات الميكانيكية، ولكن تشمل هذه العبارة التصميمات الإبداعية أيضاً، وتمتاز في هذا شركة الساعات الفاخرة أورويرك. إحدى أبرز الساعات المصممة من قبل الشركة هي ساعة UR-11C التي تمنح قراءة توقيت منقطعة النظير، حيث تأتي هذه القطعة الفنية دون مؤشرات الساعة التي اعتدنا عليها، بل تظهر التوقيت من خلال عرضه بطرق مختلفة. يشار إلى الدقائق مرتين، بطريقة رقمية على اليمين وعبر خط عرضي رجعي في النصف، أما الساعات فيشار إليها رقمياً على الشمال، وأخيراً تظهر الثواني في فتحة في أعلى الساعة. تتقدم الساعات بقفزة واحدة في الساعة. لضبطها يجب رفع رافعة بجانب العلبة والتي تقوم بتنشيط البكرة في الأعلى والوسط. تبدو هذه الساعة، لصفاتها التقنية والجمالية، طيف هارب من عالم الخيال العلمي، حيث تنطوي على أفضل التقنيات الميكروميكانيكية في عالم الساعات.

ريسانس تايب 3

تحدثنا أعلاه عن العديد من الساعات المبتكرة وأثبتنا أن الإبداع يمكن أن يحمل هوية غير سويسرية. ويجب أن نضم إليهم ساعات الشركة البلجيكية، ريسانس، التي تم تأسيسها عام ٢٠١٠، من قبل المصمم بينوا مينتينس. تشتهر الشركة بتشكيلة ساعات تايب، التي تتميز بإظهار توقيت عبر تقنية ريسانس كونفكس سيستم الخاصة بالشركة، وتتمثل في أقراص دوارة تحل محل العقارب التقليدية. بالإضافة إلى ذلك تمتاز الساعة بكونها معبئة بالزيت في الجزء الأعلى لتحييد التشويه المرئي الناتج عن الكريستال الياقوتي المقبب. ويتم ذلك عن طريق النقل المغناطيسي، وهذا ابتكار استثنائي في حد ذاته. المظهر الخارجي لدى الساعة يبدو بسيط، ولكنها تحمل في جوهرها تعقيدات هندسية مبدعة.